سبع خطوات سلطانية لشيخ الاسلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سبع خطوات سلطانية لشيخ الاسلام
عرفت الدولة العثمانية منصب شيخ الإسلام في فترة مبكرة منتاريخها، ترجع إلى عهد السلطان محمد الفاتح، فبعد أن فتح مدينة القسطنطينية أطلقعليها اسم "إسلام بول" الذي تحرف مع الوقت إلى إستانبول، أي "دار السلام"، وجعلهاعاصمة لدولته، ونقل إليها مؤسسات الدولة، وأحدث تغييرات في مناصب الدولة، كان منبينها أن أطلق على مفتي العاصمة أو المفتي الأكبر لقب شيخ الإسلام؛ تقديرا لمهامهالتي يقوم بها، وتمييزا له عن سائر رجال الإفتاء الذين يعملون في الأقاليم والمدنالكبرى في أنحاء الدولة العثمانية.
ويعد شيخ الإسلام أكبر شخصية دينية فيالدولة العثمانية، والرئيس الفعلي للهيئة الدينية التي كانت تضم القضاة بمختلففئاتهم ودرجاتهم والمفتين وأساتذة الشريعة وهيئات التدريس في المدارسالإسلامية.
وكان الصدر الأعظم والوزراء يلتمسون رأيهفي بعض القضايا الهامة والمسائل العاجلة، ويعرضون عليه مشروعات القوانين الوضعيةومدى ملاءمتها لمبادئ الشريعة الإسلامية قبل إقرارها بصفة نهائية، وكانت تحال عليهالقضايا الجنائية التي صدر حكم بإعدام المتهم فيها ليرى رأيه قبل تنفيذ الحكم،ويطمئن على سلامة الإجراءات والتحقيق وصدق الأدلة الثابتة على المتهم.
وبلغ من اتساع اختصاصات شيخ الإسلام أنالسلطان كان لا يقدم على الدخول في حرب من الحروب دون أن يستصدر فتوى من شيخالإسلام أن هذه الحرب لا تتعارض مع الدين، وأن لها أسبابا قوية توجب الدخول فيها،وكان شيخ الإسلام يوفد الوعاظ إلى سائر الأنحاء للإعلان أن الحرب التي تخوضهاالدولة إنما هي حرب دينية تستلزم تأييد الناس لها ووقفوهم في جانبها.
وحين حاول السلطان الأول تخيير رعاياهالمسيحيين بين اعتناق الإسلام أو القتل، وقف له شيخ الإسلام، وأصدر فتوى أن الشريعةالإسلامية تسمح للمسيحيين وغيرهم من أهل الكتاب الخاضعين للدولة الإسلامية بالبقاءعلى دينهم، ما داموا يدفعون الجزية باعتبارها بديلا نقديا يعفيهم من التجنيدبممارسة شعائر دينهم في حرية تامة، وأن تقوم الدولة بالمحافظة على أرواحهموممتلكاتهم ما داموا ملتزمين بقوانين الدولة، وإزاء هذه الفتوى القوية أذعن السلطانلها، وتراجع عما كان ينوي الإقدام عليه.
وكان لشيخ الإسلام دون سواه الحق فيإصدار الفتوى بعزل السلطان القائم بالحكم إذا بدا منه انحراف عن تطبيق أحكامالشريعة الإسلامية تطبيقا سليما، أو ثبت إصابته بمرض لا يرجى شفاؤه، ومن السلاطينالعثمانيين الذين صدرت فتاوى من شيخ الإسلام بعزلهم: إبراهيم خان الأول، وسليمالثالث، وعبد العزيز خان، ومراد الخامس.
بلغ من تكريم الدولة لشيخ الإسلام أنهكان هو والصدر الأعظم الوحيدين في الدولة اللذين يتسلمان قرار تعيينهما في منصبهمامن يد السلطان، وكان من التقاليد المتبعة في الاحتفالات الرسمية ألا يتقدم أحدهماعلى الآخر بل كانا يسيران جنبا إلى جنب، وإذا قام أحدهما بزيارة رسمية للآخر اتبعفي استقباله وتوديعه مراسم التكريم والتشريف التي تتبع في استقبال الآخر وتوديعه،وكان شيخ الإسلام إذا ذهب لمقابلة السلطان خفّ لاستقباله متقدما سبع خطوات، في حينلم يكن يتقدم لاستقبال الصدر الأعظم أو الوزراء سوى ثلاث خطوات.
وظل هذا المنصب قائما محاطا بكل أنواعالتكريم من قبل السلطان أو الرعية حتى ألغي مع إلغاء نظام السلطنة في سنة (1341 هـ= 1922م)، وكان آخر من تولى هذا المنصب الجليل هو العلامة "مصطفى صبري".
هذه مقدمة موجزة جدا عن منصب شيخ الإسلامقبل أن نتناول ترجمة أسعد أفندي، وهو واحد ممن تولوا هذا المنصب في الدولةالعثمانية.
ولد أسعد أفندي في مدينة إستانبول في ذيالقعدة (1096 هـ= أكتوبر 1685م)، ونشأ في بيت علم وفضل؛ فأبوه أبو إسحاق إسماعيلأفندي كان يتولى مشيخة الإسلام، وجده الشيخ إبراهيم العلائي واحد من كبار علماءالدولة، وعلى يدي هذين تلقى أسعد أفندي أول دروسه في العلم، ثم انتقل إلى غيرهما منالعلماء للتلمذة عليهم.
وقد أظهر التلميذ النابه نبوغا مبكراوتفوقا في تحصيل العلوم الشرعية، من فقه وحديث وتفسير وأصول وتفسير، حتى نال رتبة"الملازمة العلمية"، وهي شهادات مرموقة أتاحت له التدريس في مدرسة "جلطةسراي".
وبعد فترة من عمله بالتدريس انتقل إلىسلك القضاء، وتدرج في مناصبه، فعين في تفتيش الحرمين وفي أمانة الفتوى الملحقةبمكتب شيخ الإسلام، التي تقوم ببحث المسائل الشرعية التي يطلب إلى شيخ الإسلامإصدار فتاوى بشأنها، ثم تولى قضاء مدينة سلانيك ثم المدينة المنورة سنة (1146 هـ= 1732م)، ثم انتقل إلى مكة وتولى قضاءها سنة (1147هـ= 1734م)، وكان أخوه إسحاق أفنديفي تلك الفترة يتولى مشيخة الإسلام في إستانبول.
وفي عهد السلطان محمود الأول عين أسعدأفندي في (ذي القعدة 1150هـ= مارس 1737م) قاضيا للجيش العثماني، وشارك من خلالمنصبه بالجهاد في أوربا؛ فشهد الحرب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد النمسا وألحقتبها هزيمة كبيرة وأجبرتها على الجلاء من بلاد البوسنة والصرب والتقهقر إلى ما وراءنهر الدانوب في سنة (1152هـ= 1739م)، واضطرت النمسا إلى طلب الصلح، وكان أسعد أفنديمن ضمن الفريق المكلف بالتباحث وعقد الصلح بين البلدين، وبمقتضاه تنازلت النمسا عنمدينة بلجراد للدولة العثمانية، فدخلها الفاتحون العثمانيون في (جمادى الآخرة1152هـ= سبتمبر 1739م).
ثم تولى سعد أفندي منصب قاضي عسكرالرومللي فيما بين سنتي (1157– 1159هـ= 1744-1746م)، وكان شاغل هذا المنصب يتولىتعيين جميع القضاة الذين يعملون في أوربا، والعاملين في المساجد التي أقيمت فيالولايات العثمانية الأوروبية، كما كان يصحب الجيش العثماني حين يتوغل في أورباويخوض المعارك.
وكان قاضي عسكر الرومللي وزميله قاضيعسكر الأناضول الذي يليه في المنزلة، ويمارس اختصاصاته فيما يختص بالأقاليمالعثمانية في آسيا، يليان شيخ الإسلام في الرتبة، ويشتركان مع الصدر الأعظم الذييتولى رئاسة الديوان في نظر القضايا التي تعرض عليه.
ثم اختير أسعد أفندي ليتولى منصب شيخالإسلام في (24 من رجب 1161هـ=20 من يوليو 1748م) بعد أن سبقه لتولي هذا المنصبأبوه وأخوه، وكان ذلك في عهد السلطان محمود الأول السلطان الرابع والعشرين في سلسلةسلاطين الدولة العثمانية، ولكن الشيخ لم يبق في منصبه مدة طويلة، حيث عُزل عن منصبهبعد أكثر من عام في (شعبان 1162هـ= أغسطس 1749م)؛ بسبب شدته في الحق، وأبعد عنالعاصمة إلى مدينة سينوب ثم غاليبوني، ثم عاد إلى إستانبول في (ربيع الآخر 1165هـ= مارس 1752)، وقضى بها ما تبقى من عمره محاطا بكل تقدير من الناس الذين رأوا فيهصدقا في الخلق وسعة في العلم وشجاعة في الحق والتزاما بالواجب.
كان الشيخ إلى جانب علمه الواسع فيالشريعة وقدرته على الإفتاء متبحرا في التركية، وله فيها مؤلفات قيمة أشهرها معجمهالمعروف "لهجة اللغات"، وقد طبع في إستانبول سنة (1216هـ= 1810م)، وكان له إلمامعميق بالموسيقى والألحان، وترك في تناول ذلك أكثر من كتاب، منها "أطرب الآثار فيتذكرة عرفاء الأدوار"، وهو يشمل ترجمة لمائة من علماء الموسيقى، وطبع في إستانبولسنة (1311هـ= 1893م).
وبعد عودته إلى إستنابول لم تطل بهالحياة فلقي الله وهو في السبعين من عمره في (10 من شوال 1166هـ= 10 من أغسطس1753م)، ودفن في فناء المسجد الذي بناه والده
ويعد شيخ الإسلام أكبر شخصية دينية فيالدولة العثمانية، والرئيس الفعلي للهيئة الدينية التي كانت تضم القضاة بمختلففئاتهم ودرجاتهم والمفتين وأساتذة الشريعة وهيئات التدريس في المدارسالإسلامية.
اختصاصات شيخ الإسلام
وبلغ من اتساع اختصاصات شيخ الإسلام أنالسلطان كان لا يقدم على الدخول في حرب من الحروب دون أن يستصدر فتوى من شيخالإسلام أن هذه الحرب لا تتعارض مع الدين، وأن لها أسبابا قوية توجب الدخول فيها،وكان شيخ الإسلام يوفد الوعاظ إلى سائر الأنحاء للإعلان أن الحرب التي تخوضهاالدولة إنما هي حرب دينية تستلزم تأييد الناس لها ووقفوهم في جانبها.
وحين حاول السلطان الأول تخيير رعاياهالمسيحيين بين اعتناق الإسلام أو القتل، وقف له شيخ الإسلام، وأصدر فتوى أن الشريعةالإسلامية تسمح للمسيحيين وغيرهم من أهل الكتاب الخاضعين للدولة الإسلامية بالبقاءعلى دينهم، ما داموا يدفعون الجزية باعتبارها بديلا نقديا يعفيهم من التجنيدبممارسة شعائر دينهم في حرية تامة، وأن تقوم الدولة بالمحافظة على أرواحهموممتلكاتهم ما داموا ملتزمين بقوانين الدولة، وإزاء هذه الفتوى القوية أذعن السلطانلها، وتراجع عما كان ينوي الإقدام عليه.
وكان لشيخ الإسلام دون سواه الحق فيإصدار الفتوى بعزل السلطان القائم بالحكم إذا بدا منه انحراف عن تطبيق أحكامالشريعة الإسلامية تطبيقا سليما، أو ثبت إصابته بمرض لا يرجى شفاؤه، ومن السلاطينالعثمانيين الذين صدرت فتاوى من شيخ الإسلام بعزلهم: إبراهيم خان الأول، وسليمالثالث، وعبد العزيز خان، ومراد الخامس.
شيخ الإسلام والصدر الأعظم
وظل هذا المنصب قائما محاطا بكل أنواعالتكريم من قبل السلطان أو الرعية حتى ألغي مع إلغاء نظام السلطنة في سنة (1341 هـ= 1922م)، وكان آخر من تولى هذا المنصب الجليل هو العلامة "مصطفى صبري".
هذه مقدمة موجزة جدا عن منصب شيخ الإسلامقبل أن نتناول ترجمة أسعد أفندي، وهو واحد ممن تولوا هذا المنصب في الدولةالعثمانية.
مولد أسعد أفندي ونشأته
وقد أظهر التلميذ النابه نبوغا مبكراوتفوقا في تحصيل العلوم الشرعية، من فقه وحديث وتفسير وأصول وتفسير، حتى نال رتبة"الملازمة العلمية"، وهي شهادات مرموقة أتاحت له التدريس في مدرسة "جلطةسراي".
العمل بالقضاء
المشاركة في الغزو
قاضي عسكر الرومللي
وكان قاضي عسكر الرومللي وزميله قاضيعسكر الأناضول الذي يليه في المنزلة، ويمارس اختصاصاته فيما يختص بالأقاليمالعثمانية في آسيا، يليان شيخ الإسلام في الرتبة، ويشتركان مع الصدر الأعظم الذييتولى رئاسة الديوان في نظر القضايا التي تعرض عليه.
شيخ الإسلام
وفاته
وبعد عودته إلى إستنابول لم تطل بهالحياة فلقي الله وهو في السبعين من عمره في (10 من شوال 1166هـ= 10 من أغسطس1753م)، ودفن في فناء المسجد الذي بناه والده
ننوسة- مشرفه
- عدد المساهمات : 1537
نقاط : 4835
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
العمر : 33
رد: سبع خطوات سلطانية لشيخ الاسلام
بارك الله فيكى يا اسماء وابعد الله عنك شر البليه
محمود صابر- عدد المساهمات : 282
نقاط : 803
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
العمر : 33
الموقع : المنصوره
ننوسة- مشرفه
- عدد المساهمات : 1537
نقاط : 4835
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
العمر : 33
مواضيع مماثلة
» شرح خطوات التسجيل في اليوتيوب 2010 جديد
» نواقض الاسلام
» كيف تخدم الاسلام ...؟؟؟
» يافتاة الاسلام!
» الحجاب يافتاة الاسلام
» نواقض الاسلام
» كيف تخدم الاسلام ...؟؟؟
» يافتاة الاسلام!
» الحجاب يافتاة الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى