حقيقة لا اله الا الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد: حقيقة لا اله الا الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ننوسة- مشرفه
- عدد المساهمات : 1537
نقاط : 4835
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
العمر : 33
حقيقة لا اله الا الله
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿15﴾ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴿16﴾ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾[فاطر:15-17].
والافتقار إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- شأن كل مخلوق في هذه الحياة، والله –تعالى- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاء﴾[فاطر:15] فخاطب بها الناس جميعًا، فالملوك فقراء إلى الله تعالى،وأصحاب الأموال الطائلة فقراء إلى الله تعالى-، والشباب والكبار، والعبيد والصغارفقراء إلى الله، وكل مَن على هذه الأرض فهو فقير بالذات إلى الله تعالى-، والله هوالمتفرد بالغنى المطلق، وهو الذي يقول: (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن رب العزة)
ومع حاجتنا جميعًا إلى أن يطعمنا ربنا، ويكسونا، وأن يهديناالصراط المستقيم، ثم بعد ذلك بيَّن -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- غناه المطلق عناجميعًا فقال(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانواعلى أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا -ثم بين سبحانه كمال غناه في الرفق وفي الخير والعطاء فقال:- يا عبادي لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته، مانقص ذلك من ملكي شيئًا إلا كما ينقص المِخْيَطْ إذا أدخل البحر) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن رب العزة).
فانظروا إلى كمال غناه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- غني مطلقًا من جميع الوجوه، وانظروا إلى شدة افتقارنا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-،فهو فقر من جميع الوجوه، فنحن مفتقرون إليه في غذائنا، وفي لباسنا، وفي هدايتنا،وفي كل شيء، فما هي حياتك يا بن آدم ما هي أنفاس تدخل وتخرج إن توقفت لم يعد هذاالنفس، وقالوا: رحم الله فلانًا، أصابته سكتة قلبية فمات، فإمَّا أن يصعد الهواءفلا يدخل، وإمَّا أن يدخل فلا يخرج، فهذا هو حال الذي يسير وكأنَّه يخرق الأرض، أويبلغ الجبال طولًا، فهذه هي حالنا وهذا هو فقرنا وحاجتنا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهذا هو غناه المطلق عنا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
فتح أبواب التوبة
ومع هذا الغنى المطلق، يعاملنا الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كما في الحديث: (إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل)(مسلم عن أبي موسى)، وقال في الحديث السابق: (ياعبادي إنكم تذنبون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفرلكم) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيمايرويه عن رب العزة( فسبحان الله مع غناه عنا يقبل منا التوبة من الذنوب ويغفرها لنا، ومع ذلك(فإن الله تعالى أشد فرحًا بتوبة العبدإذا تاب من رجل فقد دابته في الخلاء، حتى يأس منها، وقال: أنام تحت شجرة حتى يدركني الموت فاستيقظ فإذا دابته أمامه وعليها متاعه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأمن شدة الفرح)( البخاري مختصرًا، ومسلم عن أنس( أي: أنه فتح عينه وإذا بدابته وعليها غذاؤه وطعامه واقفة أمامه، فسبحان الله ما أغناه وماأحلمه وما أكرمه!
انظروا إليه كيف يعامل العصاة -وكلنا عصاة إلا من عصمه الله تبارك وتعالى- ثم انظروا كيف يغذوا أممًا ويجود عليهم، وكيف يفتح لهم الأبواب ليتوبوا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهم الذين عذبوا أولياءه وأحبابه، كما في قصة أصحاب الأخدود، تلك القصة التي وردت في سورة البروج، التي تحكي أنَّ أناسًايحرقون عباد الله بالنار، ويرمونهم فيها، ويخدون الأخاديد، ويحفرون الحفر العميقةفي الأرض ويقذفون عباد الله تعالى- فيها لأنهم يقولون، كما حكى الله عنهم بقوله: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾(البروج:8) لأنهم قالوا: آمنابالله وكفرنا بك أيها الملك الذي يقول: أَنَا إله من دون الله، فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾(البروج:10)فيفتح باب التوبة لمن يحرق أولياءه الموحدين بالنار وهم أحياء، فهذه معاملته للعصاة، كما يقول جل شأنه: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَاهُمْ مُبْلِسُون ﴿45﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(الأنعام:45-46)
يفتح عليهم أبواب كل شيء ليستدرجهم بها،ولو تابوا لأخذوا هذه النعم، وأخذوا نعيم الآخرة، لو تابوا حتى عند وقوع العذاب أوقرب وقوع العذاب لمتعهم في النعم ولكنهم: ﴿فَلَوْلا إِذْجَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾)الأنعام:43)فهذه هي القسوة التي نشكوها إلى الله -تبارك وتعالى-،ولا تزال تصاحب الإنسان حتى وقت حلول العذاب، ولكن لو آمن قبيل أن يأتي العذاب لكان الحال كما قال تعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يونس لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾(يونس:98)فقوم يونس -عليه السلام- آمنوا في آخر اللحظات التي انتهت فيها النذارة، وما بقي فيها إلا تحقق الوعيد، فآمنوا فأنجاهم الله من العذاب لأنهم آمنوا، فهذا على مستوى الأمم.
وأمَّا على مستوى الأفراد فيفتح الله باب التوبة والرحمة: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) الترمذي(3537)، ابن ماجه(4253)، أحمد(2/153) عن عبد الله بن عمر)فما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم فباب التوبة مفتوح، فتب إلى الله، تب من الربا، وتب من الزنا، وتب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتب من الحسد، ومن الغيبة، من النميمة، وقطيعة الأرحام، ومن أذى الجار، ومن كل الذنوب التي أنت أعلم بها، فتب إلى الله تعالى- فالباب مفتوح.
كما أنَّه لا يقف الأمرعند هذا الحد، ولا يقف الأمر عند حد أن يتوب هذا العبد المذنب المخطئ المحتاج الفقير إلى الله فيعفو الله ويتجاوز عنه، بل هناك درجة أعظم من هذا ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً﴾(الفرقان:70)فسبحان الله سجلات الإنسان حين يتوب إلى الله عز وجل وهي سجلات ودواوين من المعاصي يَقلبها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- دواوين من الحسنات، فهذا غاية الكرم ولا يفعل هذاإلا الله؛ لأنه هو صاحب الغنى المطلق وهو الكريم واسع الكرم.
فإذا تبت وصدقت مع الله وأخلصت في الإنابة إلى الله، فلا تنظر إلى الماضي، ولا تصدق الشيطان وأعوانه، الذين يقولون لك: أَبَعد أن بلغت السبعين من عمرك وفعلت كذا وكذا، تريد أن تتوب، لا تنفع توبتك، كأمثال قطاع الطريق، فهم أعداؤك وأعداء الله، فتب إلى الله فيأي لحظة ما دمت لم تغرغر، وما دامت الشمس لم تطلع من مغربها، لأنَّك حين تتوب إلىالله تجد أنَّ الدواوين التي يخوفونك بها تنقلب إلى دواوين من حسنات بفضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. shack.us/img638/6038/m5znkc31e1e041e.gif[/img]
والافتقار إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- شأن كل مخلوق في هذه الحياة، والله –تعالى- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاء﴾[فاطر:15] فخاطب بها الناس جميعًا، فالملوك فقراء إلى الله تعالى،وأصحاب الأموال الطائلة فقراء إلى الله تعالى-، والشباب والكبار، والعبيد والصغارفقراء إلى الله، وكل مَن على هذه الأرض فهو فقير بالذات إلى الله تعالى-، والله هوالمتفرد بالغنى المطلق، وهو الذي يقول: (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن رب العزة)
ومع حاجتنا جميعًا إلى أن يطعمنا ربنا، ويكسونا، وأن يهديناالصراط المستقيم، ثم بعد ذلك بيَّن -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- غناه المطلق عناجميعًا فقال(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانواعلى أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا -ثم بين سبحانه كمال غناه في الرفق وفي الخير والعطاء فقال:- يا عبادي لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته، مانقص ذلك من ملكي شيئًا إلا كما ينقص المِخْيَطْ إذا أدخل البحر) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن رب العزة).
فانظروا إلى كمال غناه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- غني مطلقًا من جميع الوجوه، وانظروا إلى شدة افتقارنا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-،فهو فقر من جميع الوجوه، فنحن مفتقرون إليه في غذائنا، وفي لباسنا، وفي هدايتنا،وفي كل شيء، فما هي حياتك يا بن آدم ما هي أنفاس تدخل وتخرج إن توقفت لم يعد هذاالنفس، وقالوا: رحم الله فلانًا، أصابته سكتة قلبية فمات، فإمَّا أن يصعد الهواءفلا يدخل، وإمَّا أن يدخل فلا يخرج، فهذا هو حال الذي يسير وكأنَّه يخرق الأرض، أويبلغ الجبال طولًا، فهذه هي حالنا وهذا هو فقرنا وحاجتنا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهذا هو غناه المطلق عنا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
فتح أبواب التوبة
ومع هذا الغنى المطلق، يعاملنا الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كما في الحديث: (إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل)(مسلم عن أبي موسى)، وقال في الحديث السابق: (ياعبادي إنكم تذنبون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفرلكم) (مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيمايرويه عن رب العزة( فسبحان الله مع غناه عنا يقبل منا التوبة من الذنوب ويغفرها لنا، ومع ذلك(فإن الله تعالى أشد فرحًا بتوبة العبدإذا تاب من رجل فقد دابته في الخلاء، حتى يأس منها، وقال: أنام تحت شجرة حتى يدركني الموت فاستيقظ فإذا دابته أمامه وعليها متاعه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأمن شدة الفرح)( البخاري مختصرًا، ومسلم عن أنس( أي: أنه فتح عينه وإذا بدابته وعليها غذاؤه وطعامه واقفة أمامه، فسبحان الله ما أغناه وماأحلمه وما أكرمه!
انظروا إليه كيف يعامل العصاة -وكلنا عصاة إلا من عصمه الله تبارك وتعالى- ثم انظروا كيف يغذوا أممًا ويجود عليهم، وكيف يفتح لهم الأبواب ليتوبوا إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهم الذين عذبوا أولياءه وأحبابه، كما في قصة أصحاب الأخدود، تلك القصة التي وردت في سورة البروج، التي تحكي أنَّ أناسًايحرقون عباد الله بالنار، ويرمونهم فيها، ويخدون الأخاديد، ويحفرون الحفر العميقةفي الأرض ويقذفون عباد الله تعالى- فيها لأنهم يقولون، كما حكى الله عنهم بقوله: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾(البروج:8) لأنهم قالوا: آمنابالله وكفرنا بك أيها الملك الذي يقول: أَنَا إله من دون الله، فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾(البروج:10)فيفتح باب التوبة لمن يحرق أولياءه الموحدين بالنار وهم أحياء، فهذه معاملته للعصاة، كما يقول جل شأنه: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَاهُمْ مُبْلِسُون ﴿45﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(الأنعام:45-46)
يفتح عليهم أبواب كل شيء ليستدرجهم بها،ولو تابوا لأخذوا هذه النعم، وأخذوا نعيم الآخرة، لو تابوا حتى عند وقوع العذاب أوقرب وقوع العذاب لمتعهم في النعم ولكنهم: ﴿فَلَوْلا إِذْجَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾)الأنعام:43)فهذه هي القسوة التي نشكوها إلى الله -تبارك وتعالى-،ولا تزال تصاحب الإنسان حتى وقت حلول العذاب، ولكن لو آمن قبيل أن يأتي العذاب لكان الحال كما قال تعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يونس لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾(يونس:98)فقوم يونس -عليه السلام- آمنوا في آخر اللحظات التي انتهت فيها النذارة، وما بقي فيها إلا تحقق الوعيد، فآمنوا فأنجاهم الله من العذاب لأنهم آمنوا، فهذا على مستوى الأمم.
وأمَّا على مستوى الأفراد فيفتح الله باب التوبة والرحمة: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) الترمذي(3537)، ابن ماجه(4253)، أحمد(2/153) عن عبد الله بن عمر)فما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم فباب التوبة مفتوح، فتب إلى الله، تب من الربا، وتب من الزنا، وتب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتب من الحسد، ومن الغيبة، من النميمة، وقطيعة الأرحام، ومن أذى الجار، ومن كل الذنوب التي أنت أعلم بها، فتب إلى الله تعالى- فالباب مفتوح.
كما أنَّه لا يقف الأمرعند هذا الحد، ولا يقف الأمر عند حد أن يتوب هذا العبد المذنب المخطئ المحتاج الفقير إلى الله فيعفو الله ويتجاوز عنه، بل هناك درجة أعظم من هذا ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً﴾(الفرقان:70)فسبحان الله سجلات الإنسان حين يتوب إلى الله عز وجل وهي سجلات ودواوين من المعاصي يَقلبها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- دواوين من الحسنات، فهذا غاية الكرم ولا يفعل هذاإلا الله؛ لأنه هو صاحب الغنى المطلق وهو الكريم واسع الكرم.
فإذا تبت وصدقت مع الله وأخلصت في الإنابة إلى الله، فلا تنظر إلى الماضي، ولا تصدق الشيطان وأعوانه، الذين يقولون لك: أَبَعد أن بلغت السبعين من عمرك وفعلت كذا وكذا، تريد أن تتوب، لا تنفع توبتك، كأمثال قطاع الطريق، فهم أعداؤك وأعداء الله، فتب إلى الله فيأي لحظة ما دمت لم تغرغر، وما دامت الشمس لم تطلع من مغربها، لأنَّك حين تتوب إلىالله تجد أنَّ الدواوين التي يخوفونك بها تنقلب إلى دواوين من حسنات بفضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. shack.us/img638/6038/m5znkc31e1e041e.gif[/img]
براءة- مشرفه متمييزه
- عدد المساهمات : 1061
نقاط : 3256
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
مواضيع مماثلة
» حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع إبليس لعنه الله
» الجن حقيقة لا خرافة
» كلمات حقيقة رغم انها ممنوعة
» فندق الامارات حقيقة ام خيال
» حقيقة المسيح عيسى علية السلام
» الجن حقيقة لا خرافة
» كلمات حقيقة رغم انها ممنوعة
» فندق الامارات حقيقة ام خيال
» حقيقة المسيح عيسى علية السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى