شعار الابالسه

شعار الأبالسه

إن من تعظيم الحقيقه وتوطينها في موطنها أن تعترف بها وأن تكسيها لبوس الحق اللائق بها ، بغض
النظر عن مصدرها او قائلها سواء كان ثقه او غير ثقه صادقا او كذوب ..

فالحقيقة هي اللي تواري المصدر أو القائل خلفها وتسدل عليه أجنحتها خصوصا اذا كانت
مكتملة الصورة ومشيدة البنيان فلا يتطلب للمتمعن فيها الى تدقيق نظر ومزيد فحص ...

حينما يمتدح ساسة الغرب الاسلام على سبيل المثال ويصفونه بأنه دين سماوي وفيه مايحث على
السماحه والتعايش والتآلف وأنه دين شمولي يستطيع التعاطي والتكامل مع كافة الامور الحياتيه
بكل اريحيه ، فأننا هنا لسنا مأمورين بتفتيش السرائر وتنقيب الضمائر بقدر مانحن ملزمون ان
نتعاطى مع الحقيقة على انها حقيقة مسلم بها مع عدم تغافل الظرف والمناسبه التي دفعتها
للظهور ، وهي لاتحتاج لقرائن وشواهد كي نسلم بها حتى وان جاءت من الاعداء ورغم ان
واقعهم يصادم هذه الحقيقة التي اتوا بها هنا ...

والذي لابد من ذكره هنا أن هؤلاء القوم تقنعوا بقناع ابليس الذي صدق ابو هريره واهو اكذب
الكاذبين فهم تمثلوا بهذا الشعار الابليسي فصدقوا وهم كاذبون وكذبوا وهم صادقون لأن الحقيقه
لاتحتاج الى كذب لكي تصّدق بينما الكذوب يحتاج الى حقيقة لكي يصدّق ، واكبر الكيد ان يصدقونا
بحقيقة عندنا مثل فلق الصبح ليمرروا كذبهم من خلالها فنصدقهم ...