تحصين الصبيان من العين والجــــــان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تحصين الصبيان من العين والجــــــان
تحصين الصبيان من العين والجــــــان
بِسْـمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيم
الحمد لله كاشف الهموم ومجلي الغموم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...... أما بعد.
فهذه رسالة قد بذلت فيها جهد المقل لكي تخرج في أحسن هيئة فتكون بهية نظرة يُسر بها القارئ، وقد تناولت فيها موضوعاً قل في المصنفين من يطرحُه ألا وهو ( تحصين الصبيان ) لا سيما وقد شاع وكثر في الناس والصبية على وجه التحديد، من مسحورٍ، أو معيون، وما ذلك إلا لقلة الأوراد، والتحصينات الشرعية والتي هي بمثابة الوقاية من كيد الشيطان وحزبه، وقد تتبعت هذه الأوراد من الكتاب والسنة، بغية أن أخرج بما ينفع الناس، ويكون معيناً لهم على تعويذ صبيانهم وحمايتهم من الضرر والخطر الناجم من شياطين الإنس والجن، ورأيت أن أُجمل تلك الأوراد والتحصينات الشرعية لتكون على عشر مراحل:
* المرحلة الأولى:
تحصين الأجنة من ضرر الشياطين وقد دل على ذلك ما جاء في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ:رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَه فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا "(1) (*).
قَوْلُهُ : ( إِذَا أَتَى أَهْلَهُ ) أَيْ: جَامَعَ اِمْرَأَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ . وَالْمَعْنَى : إِذَا أَرَادَ أَنْ يُجَامِعَ فَيَكُونُ الْقَوْلُ قَبْلَ الشُّرُوعِ ، وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُدَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ . وَهِيَ مُفَسِّرَةٌ لِغَيْرِهَا مِنْ الرِّوَايَاتِ الَّتِي تَدُلُّ بِظَاهِرِهَا عَلَى أَنَّ الْقَوْلَ يَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ.
قَوْله: ( قَالَ بِسْمِ اللَّه ): أَيْ مُسْتَعِينًا بِاَللَّهِ وَبِذِكْرِ اِسْمه.
قَوْله: ( اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا ): أَيْ بَعِّدْنَا.
قَوْله: ( وَجَنِّبْ الشَّيْطَان مَا رَزَقْتنَا )(2): من الأولاد أو أعم والحمل عليه أتم لئلا يذهب الوهم في أن الآيس منهم لا يسن له الإتيان به.
قَوْله: (مَا رَزَقْتنَا): أيْ: مِنْ الْوَلَدِ.
قَوْله (ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنهمَا وَلَد فِي ذَلِكَ ): أَيْ الْإِتْيَان.(1)
قَوْلُهُ ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا ): قال النووي أيْ: كَانَ سَبَب سَلَامَة الْمَوْلُود مِنْ ضَرَر الشَّيْطَان.
وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عِنْد مُسْلِم وَأَحْمَد " لَمْ يُسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطَان أَوْ لَمْ يَضُرّهُ الشَّيْطَان ". قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : يَحْتَمِلُ أَنْ لَا يَضُرَّهُ فِي دِينِهِ أَيْضًا ، وَلَكِنْ يُبْعِدُهُ انْتِفَاءُ الْعِصْمَةِ لِاخْتِصَاصِهَا بِالْأَنْبِيَاءِ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : مَعْنَى لَمْ يَضُرَّهُ : أَيْ لَمْ يَفْتِنْهُ عَنْ دِينِهِ إلَى الْكُفْرِ " وَلَيْسَ الْمُرَادُ عِصْمَتَهُ مِنْهُ عَنْ الْمَعْصِيَةِ .وَقِيلَ : لَمْ يَضُرَّهُ بِمُشَارَكَةِ أَبِيهِ فِي جِمَاعِ أُمِّهِ كَمَا. ذُكِرَ، تَيَسَّرَ عَلَيْهَا الْأَمْرُ ، وَانْصَانَ دِينُهَا .
*المرحلة الثانية :
تعويذ المولود بعد الولادة من الشيطان الرجيم، وقد دل على ذلك قوله تعالى: وِإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران/ 36]. وقد نفع الله جل وعلا بهذا التعويذ مريم عليها السلام وكان من بركة هذا الدعاء ما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:" مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ". وكان من ذريتها النبي الكريم عيسى بن مريم الذي قال الله فيه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [مريم / 33].
*المرحلة الثالثة :
الأذان في أذن المولود والإقامة في الأخرى، لما جاء في جامع الترمذي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ ". قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.(2)
وفي رواية: لأبي يعلى الموصلي وابن السني عن حسين قال : قال رسول الله :" من ولد له فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان" (*) (3)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: في التحفة(4): ( وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان ) أ.هـ.
* المرحلة الرابعة :
العق عن الغلام والجارية، وهو نوع تعويذ وذلك لما جاء في صحيح البخاري من حديث سلمان بن عامرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:" مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى ".(1)
وجاء أيضاً عند أهل السنن عن سمرة بن جندب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قال :" كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى "(2)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في التحفة(3): وغير مستبعد في حكمة الله في شرعه وقدره، أن يكون سبباً لحسن إنبات الولد، ودوام سلامته، وطول حياته في حفظه من ضرر الشيطان حتى يكون كل عضو منها فداء كل عضو منه.
* المرحلة الخامسة :
تعويذ الصبيان عند خشية الضرر من العين ونحوها، وقد عوذ النبي الحسن والحسين كما جاء في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ:" إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ "(4)
وفي رواية لأبي داود والترمذي(5):" أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ".
قَوْلُهُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا ) يُرِيد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَسَمَّاهُ أَبًا لِكَوْنِهِ جَدًّا أعَلى.
قَوْلُهُ : ( يَقُولُ أُعِيذُكُمَا ) :هَذَا بَيَانٌ وَتَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ يُعَوِّذُ.
قَوْلُهُ : ( بِكَلِمَاتِ اللَّهِ ): قِيلَ هِيَ الْقُرْآنُ ، وَقِيلَ أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ.
قَوْلُهُ : ( التَّامَّةِ ):َقالَ الْجَزَرِيُّ : إِنَّمَا وَصَفَ كَلَامَ اللَّهِ بِالتَّمَامِ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِ نَقْصٌ أَوْ عَيْبٌ كَمَا يَكُونُ فِي كَلَامِ النَّاسِ ، وَقِيلَ مَعْنَى التَّمَامِ هَاهُنَا أَنَّهَا تَنْفَعُ الْمُتَعَوِّذَ بِهَا وَتَحْفَظُهُ مِنْ الْآفَاتِ وَتَكْفِيهِ اِنْتَهَى.
قَوْلُهُ : ( مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ ): يَدْخُل تَحْته شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ .
قَوْلُهُ : (وَهَامَّةٍ ): الْهَامَّةُ كُلُّ ذَاتِ سُمٍّ يَقْتُلُ وَالْجَمْعُ الْهَوَامُّ ، فَأَمَّا مَا يَسُمُّ وَلَا يَقْتُلُ فَهُوَ السَّامَّةُ كَالْعَقْرَبِ وَالزُّنْبُورِ. وَقِيلَ الْمُرَاد كُلّ نَسَمَة تَهُمُّ بِسُوءٍ .
قَوْلُهُ : ( وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) أَيْ : العين الحاسدة، والمصيبة بسوء والتي تلم بالإنسان وتؤذية. وقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُرَاد بِهِ كُلّ دَاء وَآفَة تُلِمّ بِالْإِنْسَانِ مِنْ جُنُون وَخَبَل .
*المرحلة السادسة:
كف الصبيان عند جُنح الليل، وذلك لأنها ساعة تنتشر فيها الشياطين، ففي الصحيحين عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ " إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ فَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ "(1)
قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح(2): قَوْله : " جُنْح اللَّيْل " هُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَكَسْرهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ، وَهُوَ ظَلَامه ، وَيُقَال : أَجْنَحَ اللَّيْل أَيْ : أَقْبَلَ ظَلَامه ، وَأَصْل الْجُنُوح الْمَيْل .
قَوْله: " فَكُفُّوا صِبْيَانكُمْ " أَيْ : اِمْنَعُوهُمْ مِنْ الْخُرُوج ذَلِكَ الْوَقْت.
قَوْله: " فَإِنَّ الشَّيْاطَين تنْتَشِر" أيْ : جِنْس الشَّيْطَان ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يُخَاف عَلَى الصَّبِيَّانِ ذَلِكَ الْوَقْت مِنْ إِيذَاء الشَّيَاطِين لِكَثْرَتِهِمْ حِينَئِذٍ.
وقال ابن بطال(3) رحمه الله تعالى: قال المهلب: خشي النبي على الصبيان عند انتشار الجن أن تلم بهم فتصرعهم، فإن الشيطان قد أعطاه الله قوة على هذا، وقد علمنا رسول الله أن التعرض للفتن مما لا ينبغي، فإن الاحتراس منها أحزم، على أن ذلك الاحتراس لا يرد قَدَرَاً ولكن لتبلغ النفس عذرها، ولئلا يسبب له الشيطان إلى لوم نفسه في التقصير.
وقال ابن الجوزي(4) رحمه الله تعالى: إنما خيف على الصبيان منهم تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة فيهم غالبا والذكر الذي يحترس به منهم مفقود من الصبيان غالبا والسواد أجمع للقسوة الشيطانية من غيره والجن تكره النور وتتشاءم به.
*المرحلة السابعة :
إخفاء شيء من محاسن الصبيان، وذلك للسلامة من أعين الإنس والجن وقد ذكر الْبَغَوِيّ فِي " شَرْحِ السّنّةِ " عَنْ عُثْمَانَ :" أَنَّهُ رَأَى صَبِيًّا مَلِيحًا فَقَالَ دَسّمُوا نُونَتَهُ لِئَلّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ "(5)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وَمِنْ عِلَاجِ ذَلِكَ أَيْضًا وَالِاحْتِرَازِ مِنْهُ سَتْرُ مَحَاسِنِ مَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ الْعَيْنُ بِمَا يَرُدّهَا عَنْهُ... ثُمّ قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ وَمَعْنَى: دَسّمُوا نُونَتَهُ أَيْ سَوّدُوا نُونَتَهُ وَالنّونَةُ النّقْرَةُ الّتِي تَكُونُ فِي ذَقَنِ الصّبِيّ الصّغِيرِ(2)
وقال ابن الأثير في نهايته(3): وفي حديث عثمان ، أنه رأى صبيَّاً مليحاً، فقال: دسموا نونته؛ كي لا تصيبه العين. أي سودوها، وهي النقرة التي تكون في الذقن. وتطلق أيضاً على النقرة التي تكون في خد الصبي.
قال إبراهيم بن محمد السفرجلاني:
وإن أشبه التُّفَّاح خدِّيَ حمرةً
فلي نونةٌ تحكي مناط عروقه
* المرحلة الثامنة :
تعليق التمائم في أعناق الصبيان لدفع الضرر وجلب النفع وقد جاء في سنن أبى داود عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنْ الْفَزَعِ كَلِمَاتٍ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَروَ " يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ عَقَلَ مِنْ بَنِيهِ وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْ كَتَبَهُ فََعْلَقَهُ عَلَيْهِ "(4)
وإلى هذا ذهبت عائشة وابن عباس وابن مسعود، وحذيفة والأحناف ومالك وأكثر الشافعية ورواية عن أحمد،: إلى أنه لا يجوز تعليق شئ من ذلك(5). وهذا هو الراجح والله أعلم، وقد دل على ذلك ماجاء في مسند الإمام أحمد عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:" مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ".(6)وفي رواية:" مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ ".(1)وروى أبو داوود عن عيسى بن حمزة قال: دخلت على عبد الله بن عُكيم وبه حمرة، فقلت ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول الله : " َمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ".(2)
*المرحلة التاسعة :
الدعاء للصبيان، وهل يكون ورداً تحصن به الذرية، وهل يعوذهم وهو بعيدٌ عنهم كالمسافر والسجين وغيرهم؟ هذا ما لم أظفر بشيء يدل عليه من سنة المصطفى حسب ما وصل إليه علمي فقد سافر مراراً، ولم ينقل عنه حرفاً واحداً أفاد أنه عوذ به ذريته، وإنما هو الدعاء فقط وهذا مما لا شك في نفعه.
* المرحلة العاشرة :
تعويد الناشئة على قراءة ( آية الكرسي ) عند إرادة النوم فإنه لا يزال عليه حافظ من الله حتى يصبح وذلك لما جاء عند البخاري معلقاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ". و(المعوذات) أدبار الصلوات المكتوبة. وقد بوب البخاري في صحيحه قال: بَاب فَضْلِ الْمُعَوِّذَاتِ.(3)وجاء عند النسائي وأبي داود من حديثْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر ٍ قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ".(4)
قَالَ اِبْن بَطَّال : فِي الْمُعَوِّذَات جَوَامِع مِنْ الدُّعَاء . نَعَمْ أَكْثَر الْمَكْرُوهَات مِنْ السِّحْر وَالْحَسَد وَشَرّ الشَّيْطَان وَوَسْوَسَته وَغَيْر ذَلِكَ ، فَلِهَذَا كَانَ النَّبِيّ يَكْتَفِي بِهَا .
ختاماً: نسأل الله حُسنها ، هذا ما يسر الله جمعه من أوراد الصبيان، وأسأل الله أن ينفع به كل قارئ , وأن يجعلنا جميعاً مخلصين في أعمالنا ومتبعين لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .،،،
__________
_____
(1) أخرجه البخاري (5909)، ومسلم (2591)، من حديث ابن عباس.
(*) قَالَ ابْنُ نَصْرِ اللَّهِ : وَتَقُولُ الْمَرْأَةُ أَيْضًا فَإِنْ وُلِدَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا لِلْخَبَرِ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مَوْقُوفًا إذَا أَنْزَلَ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيمَا رَزَقْتَنِي نَصِيبًا. انظر:" مطالب أولى النهى في شرح المنتهى" 15/393. روى ابن جرير 27/151 عن مجاهد قال:إنَّ الرَّجُلَ إذَا جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَلَمْ يُسَمِّ انْطَوَى الْجَانُّ عَلَى إحْلِيلِهِ وَجَامَعَ مَعَهُ.
(2) وَلْيَتَحَرَّ اسْتِحْضَارَ ذَلِكَ بِصِدْقٍ فِي قَلْبِهِ عِنْدَ الْإِنْزَالِ فَإِنَّ لَهُ أَثَرًا بَيِّنًا فِي صَلَاحِ الْوَلَدِ وَغَيْرِهِ : "إعانة الطالبين" للبكري 3/316.
(1) الْإِتْيَان أَيْ: الجماع.
(2) ( ضعيف ) أخرجه الترمذي (1436)، وأبوداود (4441).من طريق سفيان عن عاصم بن عبيدالله عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه. وفي إسناده عاصم بن عبيدالله غمزهُ مالك و ضعفه ابن معين، وقال البخاري منكر الحديث وانتقد عليه أبوحاتم محمد ابن حبان البستي. انظر: الكاشف (2530).
(*) أُمُّ الصِّبْيَانِ أَيْ: " التَّابِعَةُ مِنْ الْجِنِّ وَقِيلَ مَرَضٌ يَلْحَقُهُمْ فِي الصِّغَرِ ".
(3) ( ضعيف جداً ) والأقرب إلى وضعه، أخرجه أبو يعلى (6780)، والبيهقي في "الشعب" من طريق يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم ، عن طلحة بن عبيد الله ، عن حسين به. وفيه ثلاث علل: يحيى بن العلاء قال الذهبي في "الميزان" قال أحمد: كذاب يضع، ومروان بن سالم قال: عنه الدارقطني متروك، وأنكر حديثه البخاري ومسلم وأبو حاتم, وطلحة بن عبيدالله هو العقيلي ضعيف.
(4) انظر: تحفة المولود لابن القيم ص 30.
(1) أخرجه البخاري معلقاً (5472)، ووصله الطحاوي في "المشكل" 1/459.
(2) ( صحيح ) أخرجه النسائي (4220)، وأبو داود (2838)، والترمذي (1522)، من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح، وهذا الحديث قد سمعه الحسن من سمرة ، فذكره البخاري في "صحيحة " عن حبيب بن شهيد ، قال: قال لي ابن سيرين : سئل الحسن : ممن سمع حديث العقيقة ؟ فسألته ، فقال: من سمرة بن جندب.
(3) انظر: تحفة المودود بأحكام المولود ص 70.
(4) أخرجه البخاري (1460)، والترمذي، (1986)، من رواية المنهال عن ابن عباس.
(5) ( صحيح ) أخرجه أبوداود (4112)، والترمذي (1986). من حديث المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
(1) أخرجه البخاري (664), ومسلم (3756). من حديث جابر بن عبدالله .
(2) انظر: فتح الباري 10/ 64.
(3) انظر: شرح ابن بطال 11/ 74.
(4) انظر: فتح الباري 10/ 64.
(5) ( لا أصل له ) أخرجه البغوي في " شرح السنة " 12/166. ولم يذكر إسناده , ولم أقف عليه مسنداً عند غيره. إلا أن الملاحظ اليوم في واقعنا المعاصر أن المبالغة في تجميل وتزيين الأولاد يكون سبباً لإصابتهم بالعين، ويلاحظ هذا في الخروج للمناسبات والأعياد.
(2) انظر: زاد المعاد لابن القيم 4/159.
(3) النهاية لأبن الأثير 2/268.
(4) (ضعيف ) أخرجه أبوداود (3893 )، من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.وإسناده ضعيف إلى ابن عمرو وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وجاء أيضا في مسند الإمام أحمد من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد به. وسنده ضعيف لانقطاعه محمد بن يحيى بن حبان لم يدرك الوليد بن الوليد وأما رواية الترمذي ففي سنده إسماعيل بن عياش. وهو ضعيف الحديث. قال البخاري إذا حدّث إسماعيل عن أهل بلده فصحيح وإذا حدّث عن غيرهم ففيه نظر.
(5) انظر: فقه السنة 1/496.
(6) ( ضعيف ) أخرجه أحمد 4/154، وابن حبان (6086)، والحاكم 4/216، من طريق خالد بن عبيد قال سمعت مشرح بن هاعان يقول سمعت عقبة بن عامر. وسنده ضعيف فيه خالد بن عبيد المعافري مجهول.
(1) ( حسن ) أخرجه أحمد 4/154، والحاكم 4/219، من رواية يزيد بن أبي منصور عن دخين الحجري عن عقبة بن عامر.
(2) ( ضعيف ) أخرجه الترمذي (2072)، وأحمد 4/310، من طريق محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن عيسى أخيه قال دخلت على عبدالله بن عكيم فذكره. وفي سنده ابن أبي ليلى قال عنه شعبه ما رأيت أسوء حفظاً منه، وعبدالله بن عكيم لم يسمع من النبي قال البخاري أدرك زمن النبي ولم يسمع منه شي وكذا قال أبو زرعة. انظر: تهذيب التهذيب 5/283.
(3) أخرجه البخاري " الفتح " 14/ 229.
(4) ( حسن ) أخرجه النسائي (1330)، وأبو داود (1523). منْ طريق حُنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر. بسند حسن.
غاية رنيم- مشرفه
- عدد المساهمات : 215
نقاط : 609
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: تحصين الصبيان من العين والجــــــان
يثلمو على هيك الابداع اخ مصراوىوما يحرمنا من الجمال هدا دائما كالعادة مميز بمواضيعك الرائعةلك منى كل الود والاحترام
والنبى يا اخى بلاش حكاية العفاريت دية
خلي البك طيب يا جدع
والنبى يا اخى بلاش حكاية العفاريت دية
خلي البك طيب يا جدع
alomda- عدد المساهمات : 303
نقاط : 856
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 19/07/2010
رد: تحصين الصبيان من العين والجــــــان
تقبل مرورى واحترامى
مشكور على الروعة والابداع
بارك الله فيك
مشكور على الروعة والابداع
بارك الله فيك
ننوسة- مشرفه
- عدد المساهمات : 1537
نقاط : 4835
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
العمر : 33
مواضيع مماثلة
» العين مرأة الروح
» دموع واحزان
» صفات الحور العين
» عتاب بين حبيبين بس تدمع العين
» حوار بين الحور العين ونساء الدنيا
» دموع واحزان
» صفات الحور العين
» عتاب بين حبيبين بس تدمع العين
» حوار بين الحور العين ونساء الدنيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى